كتب الأستاذ حليم خاتون:
مسكين الشعب السوري!
لم يعد يعرف مَن الأكثر همجية؛
الصهاينة، أم جحافل النصرة وداعش وكلاب الوهابية وإبن تيمية من أيتام بندر بن سلطان!..
بعد مباحثات مكثفة في باكو عاصمة أذربيجان بين جماعة الجولاني وضباط الموساد الاسرائيلي برعاية تركية، تم الإتفاق على ما يجري الآن في سوريا...
انتهى الفصل الأول من المسرحية التركية الإسرائيلية برفع عدد من الدروز العلم الإسرائيلي في سماء السويداء؛ هذا هو كل المطلوب من العملية وفقا للخطة التركية الإسرائيلية...
العملية كلها كانت مكشوفة وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر على علم كامل بها وفقا للقناة الثانية عشر الإسرائيلية التي عزت هذه المعرفة إلى معلومات استخباراتبة...
كُتب السيناريو في اجتماعات باكو بإشراف مباشر من اردوغان وعلييف ونتنياهو، وأشرف على الإخراج وإدارة الممثلين مكتب المخابرات التركية في فندق ال Four Seasons، ومكتب الموساد في الشيراتون في دمشق...
الممثلون يلعبون الأدوار دون رؤية الخيوط التي تدير كامل اللعبة المسرحية بأهداف محددة ترمي الى ارتماء الدروز بشكل كامل في الحضن الإسرائيلي للتغلب على معارضة درزية قوية برزت ترفض الإحتلال وتتمسك بالهوية العربية السورية...
اذا كان هذا مصير السويداء؛ من سوف يسأل عن الجولان بعد اليوم؟
السلاح المستعمل في المسرحية قاتل وفتاك وهو ليس سلاح مناورات...
الكثيرون من الممثلين دون علمهم، من قطعان الجولاني سوف يُقتلون؛ لكن لا بأس طالما هذا في خدمة الأجندة التركية الإسرائيلية الموافق عليها أميركيا...
الممثلون من وحوش داعش والنصرة مجرد كومبارس؛ من المزابل الفكرية لإبن تيمية أتوا؛ والى أتون الجحيم مصيرهم...
لا بأس في مقتلهم...
الحمير والبغال الذين يخدمون في معسكر الجولاني وغيره من صنائع وهابية بندر بن سلطان كثر؛ من الممكن الاستغناء عن الكثيرين منهم في خدمة أميركا ومشروعها لشرق أوسط اسرائيلي جديد...
تصوير هذه القطعان وهي تقتحم السويداء وتهتف شعارات اقل ما يقال فيها يجب ان يدفع ثمنه المفتي الذي اهدى درعا للبغل الجولاني الكبير بوحي من السعودية...
كل التصوير كان يجري بكاميرا خفية...
بموجب الإتفاق التركي الإسرائيلي، تقوم قطعان الجولاني بمهاجمة محافظة السويداء والفتك بأهلها والتعدي على كرامات الناس لدفعهم إلى الارتماء في الحضن الإسرائيلي حين يظهر للجميع أن وحدها دولة الاحتلال الإسرائيلي هي من يحمي الدروز من وحوش هذا البغل الجاسوس...
لكي تخرج صور تخفي الإطار المسرحي للأحداث، تم إعلام الجولاني إنه لا بد من غارات فعلية وضحايا بالعشرات وربما أكثر لكي تنتهي الأمور تماما كما تم الإتفاق في باكو:
هكذا يتم دفع الدروز دفعا إلى حضن العدو الاسرائيلي من قبل جماعة "بالذبح جيناكم"...
سوف يتم فرض وقف لإطلاق النار يصبح بموجبه كامل الجنوب السوري محمية إسرائيلية يستعمل فيها كلاب الجولاني بين الحين والآخر لتخويف الناس ودفعهم إلى التمسك بالحماية الإسرائيلية...
قريبا؛ في الفصل التالي من هذه المسرحية، سوف ترد إسرائيل لتركيا الجميل عبر إلحاق المناطق التي يسيطر عليها الأكراد الى منطقة النفوذ التركية؛ هكذا تؤمن تركيا منطقة نفوذها على كامل الشمال، والشمال الشرقي من سوريا...
أما الوسط؛ يبقى الوضع في إطار الفوضى الخلاقة على النسق الليبي بحيث يبقى الجولاني كلبا ينبح من حين إلى حين لتخويف من يجب إخافته من مسيحيين وشيعة...
اذا مشت الأمور كما خطط الوزير الإسرائيلي ومستشار نتنياهو ومهندس الصفقة مع تركيا وروسيا، المستشار ديرمر، سوف تسيطر روسيا على الساحل السوري ومناطق العلويين حيث النفط والغاز، وحيث قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة حميميم الجوية...
ماذا سوف يحصل على الجبهات الأخرى في فلسطين ولبنان وإيران...
للقصة بقية؛
لكن ارتداء أحزمة الأمان واجبة لأن هناك إمكانية فعلية لتفجير المنطقة وهدم هيكل الشرق الأوسط على رؤوس الجميع دون ندم...